التطفل على العلوم
يتخطى كثير من مروجي فلسفات الطاقة وممارساتها حدود
التخصصات ، فهم أطباء وفيزيائيون، وعلماء نفس وشريعة في الوقت ذاته !
فاﻷمراض المستفحلة والمستعصية التي يحار الطبيب القدير المختص في علاجها ، يداويها ممارس " الطاقة " بلمسة يد أو جلسة تأمل ؟!
وفيزياء الكم والنظريات النسبية والحقل الموحد التي يعدها كبار
الفيزيائيون من المعضلات ، يستشهد بها أصحاب " الطاقة " وكأنها أيسر مسائل الحساب ؟!
والمشاكل واﻷمراض النفسية المتجذرة التي يبذل علماء النفس
المخضرمين سنوات في دراستها وتحليلها ، يعالجها أهل " الطاقة " في
جلسة أو جلستين ؟!
والنصوص الشرعية التي يتورع علماء أفنوا أعمارهم في حلق العلم عن
تنزيلها ، توظف دون تردد في دعم فلسفات الطاقة وتطبيقاتها ؟!
فعجباً لهذا " العلم " الذي لو كان حقاً ﻷغنى الناس عما سواه - أو
كاد ، وعجباً لمن يُسلم عقله لمثل هذه الدعاوى دون تثبت أو تدقيق .
ولكن أعجب منه صمت كثير من أصحاب تلك التخصصات عن هذه
التجاوزات الصارخة ، والتي تعبث بعقول الناس وأبدانهم - بل
وعقائدهم .
0 التعليقات :
إرسال تعليق