رؤية نفسية لتبعات الهجرة الشريفة

by 11:48 ص 0 التعليقات


 بسم الله الرحمن الرحيم

لنعود بالزمن الى اليوم الذي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة والتوجه تلقاء طبية , وخروج الصديقين ( محمد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه ) في قصة الهجرة التي لا تخفى على أحد , ومحاورها التي بدأت من الاختباء في غار حراء والخوف الذي أصاب أبو بكر رضي الله عنه ورد الرسول صلى الله عليه وسلم له (لا تحزن إن الله معنا )(التوبة 40)(ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) البخاري
مرورًا بالصعاب التي حدث أثناء الهجرة بقصته صلى الله عليه سلم مع سراقه بن مالك .
(بين السطور ) أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ذات الدور العظيم في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم وسببا بعد الله في نجاح الهجرة
وحتى لحظة الوصول الى طيبة الطيبة والسعادة التي غمرت أرجاء المكان ...
ورغم عظم هذه القصة إلا أن القصة لا تنتهي بالوصول فقط , بل كان هناك عددا من الأوامر التي أمر بها النبي الكريم عليه السلام الذي لا ينطق عن الهوى كبناء المسجد مثلا والتي كان لها دورا كبيرا وضع ركائز الدولة الجديدة.
ولكني أنظر طويلا فيما عرف بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار , عندما اقتسم الأنصار مالهم بيوتهم طعامهم وحتى زوجاتهم من بعضهم مع اخوانهم الجدد  من المهاجرين وامتدت للنصح الاهتمام والرعاية والحب , بلا  تفرقة بلا نسب بلا فرق لون تعلوها هوية أنا مسلم ,هويتي مسلم (يحبون من هاجر اليهم ) و ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) – الخصاصة من خص وهو الفقر وسوء الحال
وهذا من عظيم صفاء القلب وتعمق الإيمان في قلوبهم ...وسؤالي: لماذا تساوى المهاجرون والانصار بالثواب (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) التوبة 100
ولا أكاد أن أبالغ إن قلت بل زاد فضل الأنصار كيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يختار المدينة ليدفن فيها رغم حبه لمكة ويعود مع الأنصار ويقول لو أن الأنصار سلكوا واديا لسلكت في وادي الأنصار (البخاري) ولا يحبهم إلا مؤمن(البخاري) ويقول عليه السلام اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار (رواه أحمد) ولولا الهجرة لكنت امرءا من الانصار (البخاري). وكل هذا رغم أن المطرود من أرضه كان المهاجرين والمفتون بالقتل كان من الهاجرين(كما في قصة ال ياسر) والمعذب كبلال والهارب بنفسه ودينه دون المال كان المهاجرين فاي عمل ينافس ذلك

(الإيواء) (النصر )فإيواء الأنصار للمهاجرين ونصرهم عند ضعف لا يكون الا بجهاد كبير داخل النفس والذي لا يقل عن جهاد البدن (ومن يوق شح نفسه فاؤلئك هم المفلحون) الحشر 9
يوق – من يتقي اتقاء وتكون بالتجنب وأخذ الحذر
الشح- من المنع الممزوج بالحرص والبخل
أقول فالشح موجود في النفس الإنسانية ,مطبوع في ثناياها والمفلح الفائز من تجنب الوقوع بها فهي كحفره عميقة داخل النفس اذا لم تردم كبرت , فخاب من اظلمت نفسه وسقط فيها مع كل مكونات نفسه والذكي من فطن لوجودها لانه أنار نفسه .
كيف أنار أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفسهم ... بمعرفة أن هذا المال مال الله وأن الارض أرض الله فهي له أمانة إلى ما شاء ومتى ما شاء ثم يستخلف غيرنا فالأمر كله بيده. لأن معنى الأخوة لم يقف عند الشفاه بل ملأ القلوب والأنفس .
هو جهاد بمعنى الكلمة وتزكية بكامل المعنى (قد افلح من زكاها) ربط الفلاح بالتزكية والتقوى والاتقاء
والفلاح هو طريق النجاة والفوز
(حي على الفلاح في كل أذان تردد)
فإن ملكت نفسك أفلحت
وبعد فضل الله ..فلولا الأنصار ما كانت نواة دولة الإسلام ولولا الإيخاء لما ذاب حاجز اللون والنسب

__ هو زمان غير زماننا فلا نقدر أن نكون هكذا
في زمانهم ,هم جند الله الذي جعل على ايديهم فتح الشرق والغرب وشعب أعزهم الله بالإسلام
وفي زماننا ذل شعبنا وتقطع فلم نجد حضنا لإخوتنا السوريين ولا نصرة لإخواننا العراقيين ولا إيواءا لاخوتنا البورميين
لا نكون كما كانوا إلا بصفاء صدورنا العكرة ونفوسنا القًــتِــره__

transient

Owner

هذا وأدعوا الله أن يحفظكم. May GOD bless you.

    0 التعليقات :

    إرسال تعليق